کد مطلب:239645
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:134
و فی الشعر أیضا نجد ما یدل علی ذلک
بل ان دعبلا المعاصر للامام و المأمون، یرثی الامام (ع) فیقول :
شككت : فما أدری أمسقی شربة
فأبكیك أم ریب الردی فیهون
أیا عجبا منهم : یسمونك الرضا
و یلقاك منهم كلحة و غضون
فدعبل لم یكن شاكا فی الأمر، بدلیل البیت الثانی، أعنی قوله : أبا عجبا منهم یسمونك الخ ... و بدلیل مرثیته الاخری للامام، التی یقول فیها :
لم یبق حی من الأحیاء نعلمه
من ذی یمان و لا بكر و لا مضر
الا و هم شركاء فی دمائهم
كما تشارك أیسار علی جزر
الی آخر الأبیات .. و مهما شككت فی شی ء، فاننی لا أشك فی أن أقوال دعبل هذه هی التی دعتهم لاتهامه بالزندقة، و المروق من الدین ..
و یقول السوسی :
بأرض طوس نائی الأوطان
اذ غره المأمون بالأمانی
حین سقاه السم فی الرمان [1] .
و القاضی التنوخی أیضا یقول :
و مأمونكم سم الرضا بعد بیعة
فآدت له شم الجبال الرواسب [2] .
و أبوفراس أیضا یقول فی شافیته :
باءوا بقتل الرضا من بعد بیعته
و أبصروا بعض یوم رشدهم و عموا
[ صفحه 430]
عصابة شقیت من بعد ما سعدت
و معشر هلكوا من بعد ما سلموا
لا بیعة ردعتهم عن دمائهم
و لا یمین، و لا قربی، و لا ذمم
و هكذا .. یتضح بما لا مجال معه للشك : أن كون المأمون هو الذی اغتال الامام قد كان معروفا لدی الناس، و شائعا بینهم منذ ذلك الحین .. و لا غرابة فی ذلك فلقد كان وعد جاجبه، و جمعا من العباسیین بأنه سوف یدبر فی الامام بما بحسم مواد بلائه !! .
[1] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 374.
[2] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 328، و في الغدير ج 3 ص 380 هكذا : « تود ذري شم الجبال الخ .. » . ، و لعل الصواب فيه : « تهد ذري الخ .. ».